قال المبرد التنوين في أكل أحسن من الإضافة على البدل ويجوز أن يكون على النعت لأنه وإن كان فكأنه شيء مكروه الطعم فجرى مجرى النعت لأن بعض العرب يسمي ما كان مكروه الطعم من حموضة أو مرارة خمطا قال وأحسب أبا عمرو ذهب في الإضافة إلى هذا كأنه أراد أكل حموضة أو مرارة وما أشبه ذلك
قرأ حمزة والكسائي وحفص وهل نجازي بالنون الكفور نصب الله أخبر عن نفسه وحجتهم في ذلك أنه أتى عقيب لفظ الجمع في قوله وذلك جزيناهم بما كفروا فكان الأولى بما أتى في سياقه أن يكون بلفظه وبعده وجعلنا بينهم فهذا يؤيد معنى الجمع ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون وهل يجازى بضم الياء وفتح الزاي الكفور رفع على ما لم يسم فاعله وحجتهم في ذلك أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على ما لم يسم فاعله من ذلك اليوم تجزى
كل نفس فلا يجزى إلا مثلها ثم يجزاه الجزاء الأوفى فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه ١٩ و٢٠
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فقالوا ربنا بعد بالتشديد وقرأ الباقون باعد بالألف
قال سيبويه إن فاعل وفعل يجيئان بمعنى كقولهم ضاعف وضعف وقارب وقرب واللفظان جميعا على معنى الطلب والدعاء ولظفهما الأمر
قرأ عاصم وحمزة ووالكسائي ولقد صدق عليهم إبليس ظنه بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف
فمن قال صدق بالتشديد ونصب الظن فلأنه مفعول به وعدى صدق إليه والمعنى ولقد صدق إبليس فيما قاله ظانا غير متيقن ولا عالم من أنه يضل بني آدم ويمنيهم حتى أطاعوه في معصية الله
وروي عن ابن عباس قال ظن ظنا فصدق ظنه
ومن خفف نصب الظن مصدرا على معنى صدق عليهم إبليس ظن ظنه قال أبو العباس المبرد النصب فيها على معنى صدق في ظنه فتأويل التخفيف أن إبليس ظن بهم على غير يقين فكان
في ظنه ذلك صادقا يعني أنه كان مصيبا وقال الزجاج صدقه في ظنه أنه ظن بهم أنه إذا أعواهم اتبعوه فوجدهم كذلك


الصفحة التالية
Icon