وتتكرر هذه المشاهد وتتوزع في السورة وتختم بها كذلك: ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب. وقالوا: آمنا به. وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ؟ وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل. إنهم كانوا في شك مريب.
وعن قضية العلم الإلهي الشامل يرد في مطلع السورة: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها)..
ويرد تعقيباً على التكذيب بمجيء الساعة: (قل: بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)..
ويرد قرب ختام السورة:(قل: إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب)..
وفي موضوع التوحيد تبدأ السورة بالحمد لله (الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير)..
ويتحداهم مرات في شأن الشركاء الذين يدعونهم من دون الله:(قل: ادعوا الذين زعمتم من دون الله، لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير)..
وتشير الآيات إلى عبادتهم للملائكة وللجن وذلك في مشهد من مشاهد القيامة: (ويوم يحشرهم جميعاًثم يقول للملائكة: أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ؟ قالوا: سبحانك ! أنت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون).
وينفي ما كانوا يظنونه من شفاعة الملائكة لهم عند ربهم:(ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له، حتى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم ؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير)..
وبمناسبة عبادتهم للشياطين ترد قصة سليمان وتسخير الجن له، وعجزهم عن معرفة موته:(فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته. فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)..