الحديد إلى سيوف ورماح ودروع وإلى أوان شتى من جفان وقدور..!! إن الفقه فى الدنيا جزء من العقل الذى يفقه الآخرة، ولن يستطيع نصرة الإيمان أبله ولا قاعد. وعندما تحول المسلمون إلى عالم ثالث أو رابع، نال منهم خصومهم، وأمسوا معزة لدينهم!!
ويظهر أن التماثيل لم تكن محرمة فى شريعة سليمان بن داود، ومن ثم صنعها. على أنها لما اتخذت أوثانا من دون الله حرم الإسلام نحتها. ونحن مع بقاء تحريمها لأن البشر نزاعون إلى الوثنية مهما كثرت علومهم، والأوثان فى بعض الكنائس مزار للابتهال، ولذلك جرد الإنجيليون كنائسهم منها. ولقد كان داود وسليمان أنبياء ملوكا ما شغلتهم سلطة عن واجبات العبودية، ولذلك جاء فى الآية "... اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ". تلك هى القصة الأولى فى السورة. أما القصة الثانية فعن " سبأ " وذراريه: " لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ". وسنذكر خبرهم إن شاء الله. آفة الأكثرين من الناس أنهم يحسبون الغنى دليل الرضوان الأعلى، وأن المال إذا قل عند آخرين فلأنهم ليسوا موضع القبول! ونسوا أن الله يختبر بالعطاء والحرمان: بالبأساء والضراء حينا، والنعماء والسراء حينا آخر.. وأن النجاح فى هذا الاختبار يجىء من موقف المرء نفسه بإزاء ما يلقى من أقدار الله " ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ". وقد سقطت " سبأ " فى الامتحان عندما استهانت بنعمة الله وكفرتها " ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور " ؟ " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " ؟ وعندما تزول النعمة تذهب الوحدة والصحة والأمنة، وتجىء أضداد هذه الأحوال وأصحابها لها أهل، وما نزل بهم عدل لأنهم " وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ". وأبرزت سورة سبأ أن الساقطين فى امتحان النعماء كثيرون،


الصفحة التالية
Icon