قال أبو جعفر قيل للعصا منسأة لأنه يؤخر بها الشئ ويساق بها قال طرفة أمون كألواح الإران نسأتها على لاحب كأنه ظهر برجد ١٦ - وقوله جل وعز فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين آية ١٤ قال قتادة كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب فلما مات سليمان ﷺ ولم تعلم به الجن تبينت الجن للإنس أنهم لا يعلمون الغيب وهذا أحسن ما قيل في الآية
والمعنى تبين أمر الجن ويدل على صحته الحديث المرفوع روى إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال كان
سليمان نبي الله إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها ما اسمك فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه فقال ما اسمك فقالت الخرنوب قال لأي شئ أنت قالت لخراب أهل هذا البيت قال اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا لا يعلمون فسقطت فعلمت الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنظروا مقدار ذلك فوجدوه سنة فشكرت الجن للأرضة
قال قتادة وفي مصحف عبد الله بن مسعود تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ومن قرأ تبينت الجن أراد تبينت الإنس الجن ١٧ - وقوله جل وعز لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال آية ١٥ يروى أن سبأ اسم رجل فيكون على هذا اسما للقبيلة فيمن لم يصرف وقيل هو اسم موضع
ثم قال تعالى جنتان عن يمين وشمال أي جنة عن اليمين وجنة عن اليسار ١٨ - وقوله جل وعز بلدة طيبة ورب غفور
والمعنى هذه بلدة طيبة والله رب غفور ١٩ - ثم قال جل وعز فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم أي فأعرضوا عن أمر الله جل وعز وشكره فأرسلنا عليهم سيل العرم قال عطاء العرم اسم الوادي وقيل هو الجرذ الذي أرسل عليهم


الصفحة التالية
Icon