قرية يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء وإن كانت المرأة لتمر وعلى رأسها مكتلها فلا ترجع إلا وهو ملآن ثمرا من غير اجتناء قال فبطروا النعمة فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ٢٤ - قال الله جل وعز وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث آية ١٩ وقرأ عبد الله بن عباس وابن الحنفية ربنا باعد بين أسفارنا قال ابن عباس شكوا ربهم جل وعز
وقرأ يحيى بن يعمر وعيسى ربنا بعد بين أسفارنا وقرأ سعيد بن أبي الحسن أخو الحسين ربنا بعد بين أسفارنا
والقراءة الأولى أبين وأهل التفسير يقولون بطروا النعمة وأخبر الله جل وعز أنه عاقبهم على ذلك إلا أنه يجوز أن يكونوا قالوا هذا بعدما باعد الله جل وعز بين أسفارهم أو يكونوا لبطرهم إلا استبعدوا القريب وكانت العرب تضرب بهم المثل فتقول تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ أي مذاهب سبأ وطرقها
٢٥ - وقوله جل وعز ولقد صدق عليهم إبليس ظنه آية ٢٠ وهي قراءة الهجهاج ويجوز ولقد صدق عليهم إبليس ظنه في ظنه روى عن ابن عباس أنه قال قال إبليس خلقت من نار وخلق آدم صلى الله عليه من طين ضعيفا لأحتنكن ذريته إلا قليلا ويروى أنه قال قد أعويت فيه آدم على موضعه وعلمه فأنا على ولده أقدر فصدق ظنه ويبين هذا قوله تعالى ثم لآتينهم من بين آيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين وقوله جل وعز لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم
المخلصين فإنما قال هذا ظنا فصدق ظنه ومن قرأ صدق صير الظن مفعولا ومن رفع الظن ونصب إبليس أراد ولقد صدق ظن
إبليس حين اتبعوه ٢٦ - وقوله جل وعز وما كان له عليهم من سلطان آية ٢١ أي من حجة إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة أي ما امتحناهم به إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة علم شهادة فأما علم الغيب فالله جل وعز عالم به قبل أن يكون


الصفحة التالية
Icon