وقال مجاهد بواحدة بطاعة الله جل وعز وقيل بتوحيده والمعنى على هذا لأن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة أي يقوم أحدكم وحده ويشاور غيره فيقول هل علمت أن هذا الرجل كذب قط أو سحر أو كهن أو شعر ثم تتفكروا بعد ذلك فإنه يعلم أن ما جاء به من عند الله جل وعز ويقال إن من تحير في أمر ثم شاور فيه ثم فكر بعد ذلك تبين له الحق واعتبر ٤٠ - وقوله جل وعز قل ما سألتكم من أجر فهو لكم
أي ما سألتكم من أجر على تأدية الرسالة ودعائكم إلى القبول فهو لكم ٤١ - وقوله جل وعز قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب يقذف بالحق أي يأتي به قال قتادة بالحق أي بالقرآن ٤٢ - وقوله جل وعز قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد آية ٤٩ أي وأي شئ يبدئ الباطل ويجوز أن تكون ما نافية
قال قتادة الباطل الشيطان ما يخلق أحدا ولا يبعثه ٤٣ - وقوله جل وعز ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت آية ٥١ قال الضحاك هذا في الدنيا قال سعيد بن جبير يخسف بهم بالبيداء فلا يسلم منهم إلا رجل واحد يخبر الناس بخبر أصحابه قال قتادة هذا في الدنيا إذا رأوا بأس الله جل وعز وقال الحسن هذا إذا خرجوا من قبورهم
قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة والمعنى على القول الأول إذا فزعوا في الدنيا حين نزل بهم الموت أو غيره من بأس الله كما قال جل وعز فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا والمعنى على قول الحسن إذا فزعوا حين خروجهم من قبورهم فلا فوت يصلون إليه ولا ملجأ ولا مهرب كما قال قتادة ولات حين مناص ٤٤ - وقوله جل وعز وأخذوا من مكان قريب أي قريب على الله جل وعز أي لأنهم حيث كانوا فهم من الله قريب لا يبعدون عنه وقيل ولو ترى الكفار إذ فزعوا يوم القيامة من مكان قريب


الصفحة التالية
Icon