وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة سبأ
(وله الحمد في الأخرة) [١] هو حمد أهل الجنة سروراً بالنعيم من غير تكليف. (يعلم ما يلج في الأرض) [٢] من المطر. (وما يخرج منها) من النبات. (وما ينزل من السماء) من الأقضية والأقدار. (وما يعرج فيها)
من الأعمال. (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم) [٩] أي: ألا ترون أنا إن نشأ نعذبهم في الأرض أو في السماء. (أوبي معه) [١٠] رجعي التسبيح. والأوب: الرجوع، والتأويب: السير إلى الليل، أي: سبحي من الصبح إلى الليل، قال الراعي: ٩٦٠- لحقنا بحي أوبوا السير بعدما رفعنا شعاع الشمس والطرف مجنح ٩٦١- فنلنا غراراً من حديث نقوده كما اغتر بالنص القضيب المسمح.
(والطير) نصبه: بالعطف على موضع المنادى. أو على المفعول معه، أي: سخرنا له الجبال وسخرنا معه الطير. (وقدر في السرد) [١١] وهو دفع المسمار في ثقب الحلقة. والتقدير فيه: أن يجعل المسمار على قدر الثقب، لا دقيقاً فيقلق، ولا غليظاً فيفصمه. قال الشماخ: ٩٦٢- شككن بأحساء الذناب على هدى كما تابعت سرد العنان الخوارز.
(وأسلنا له عين القطر) [١٢] سالت له القطر، وهو النحاس من عين فيما وراء أندلس بمسيرة أربعة أشهر، فبني منه قصراً، [وحصر] فيها مردة الشياطين، ولا باب لهذا القصر، ذكر ذلك في حكاية طويلة من أخبار عبد الملك بن مروان، وأن من جرده لذلك تسورها من أصحابه عدد، فاختطفوا فكر راجعاً. (كالجواب) [١٣] كالحياض/يجمع فيها الماء. قال كثير:
٩٦٣- أتيتك والعيون مقدحات هوارب في جماجم كالجواب. (وقدور راسيات) لا تزول عن أماكنها. كما قال بعض بني منقر: ٩٦٤- يفرج ما بين الأثافي ويذبل ومثل ذراها راسيات قدورنا ٩٦٥- فأضيافنا في المحل حول خبائنا وأعداؤنا من خوفنا ما نطورنا. (اعملوا ءال داود شكراً) أي: اعملوا لأجل شكر الله، فيكون مفعولاً له، كقولك: جئتك حباً.