أي: ما بلغ أهل مكة معشار ما أوتي الأولون من القوى والقدر. وقال ابن عباس: هم الأولون، ما بلغوا معشار ما آتيناهم، أي: هذه الأمة، فلا أمة أعلم منهم ولا كتاب أهدى من كتابهم. (أن تقوموا لله مثنى وفرادى) [٤٦] أي: تناظرون مثنى، وتتفكرون في [أنفسكم] فرادى، فهل تجدون في أحواله، وأخلاقه، ومنشئه، ومبعثه، ما يتهمه في صدقه. (يقذف بالحق) [٤٨] [يرمي] به على الباطل. (وما يبدئ الباطل) [٤٩] لا يثبت إذا بدأ، (وما يعيد) [لا يعود] إذا زال.
وقيل: لا يأتي بخير في البدء/والإعادة، أي: الدنيا والآخرة. (وأنى لهم التناوش) [٥٢] [التباطؤ]، وقيل: التناول. قال الراجز: ٩٧٨- بات ينوش الدلو نوشاً من علا ٩٧٩- نوشاً به يقطع أجواز الفلا
والمراد بالتناوش هنا: الرجعة، عن ابن عباس. والتوبة عن سدي. والإيمان عن الزجاج. أي: كيف يكون التناول من بعيد لما كان قريباً منهم فلم يتناولوه. (ويقذفون بالغيب) [٥٣] يقولون: لا بعث ولا حساب. (من مكان بعيد) أي: يقذفون من قلوبهم، وهي بعيدة عن الصدق والصواب.
[تمت سورة سبأ]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١١٤٧ ـ ١١٦٥﴾