جملته الساعة وذلك لأنهم أنكروا البعث واستبعدوا وعد اللّه فيه واستبطأوا تنفيذ تهديده ولذلك جاء الجواب بهذا القسم العظيم وأكد علمه للغيب كله بقوله جل قوله "لا يَعْزُبُ" يغيب ولا يبعد "عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ" المثقال "وَلا أَكْبَرُ" منه "إِلَّا" وهو مدون "فِي كِتابٍ مُبِينٍ" لكل شيء الذرة فما فوقها من نام وجامد وهذا الكتاب هو اللوح المحفوظ عنده
الجامع المانع وهو وما فيه في علم اللّه تعالى، كلا شيء راجع الآية ٦١ من سورة يونس المارة ثم بين سبب إتيان الساعة بقوله عز قوله "لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ" في الدنيا جزاء حسنا في الآخرة "أُولئِكَ" المؤمنون ذوو الأعمال الصالحة "لَهُمْ" فيها عند ربهم "مَغْفِرَةٌ" لذنوبهم وستر لعيوبهم "وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٤" في جنات النعيم "وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا" قصد إبطالها وتكذيبها ويحسبون كونهم "معجزين" لنا، كلا، لا يظن هؤلاء المفسدون أنهم يفوتوننا ولا ينالهم عقابنا لأنهم في قبضتنا ولا ملجأ لهم غيرنا وقرىء مُعاجِزِينَ ويعزب بكسر الزاي والضم أفصح "أُولئِكَ" الساعون بذلك لا ينجون منا وإن مرجعهم إلينا "و لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ" هو أشد كل عذاب وأسوأه ويطلق على الموت ولذلك وصفه بقوله "أَلِيمٌ ٥" لا تقواه قواهم وهذه الآية المدنية المستثناة من هذه السورة.
مطلب أصول الدين التي لا يتطرق إليها النسخ والآية المدنية وما وقع من هشام وزين العابدين :