اللّه تعالى الخلد على السد فثقبه فطغى الماء على جنتيهم فأغرقهما وأخرب أراضيهم وأغرقها وفاض الماء على دورهم فأخربها فمزّقوا كل ممزّق وندّ منهم من ند وصار يضرب بهم المثل عند العرب يقولون ذهبوا أيدي سبا وتفرقوا أيادي سبا "وَبَدَّلْناهُمْ" بسبب كفرهم بجنتيهم ذاتي الفواكه الطيبة والخيرات الكثيرة "جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ"
حريف حامض ومرّ وكل شجرة ذات شوك سمي ثمرها خمط "وَأَثْلٍ" شجر الطرفاء وشجر آخر يشبهه أعظم منه "وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ١٧" وثمره يسمى النبق ويغسل بورقه بدلا من الصابون كورق الخطمي والأسنان وقد أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلم بأن يغسل الذي وقصته ناقته بماء وسدر زيادة في التنظيف "ذلِكَ" الفعل الذي فعلناه بهم والتبديل الذي بدلناه جزاء "جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٨" بلى ولا نجازي الشكور بل ننعم عليه، وهذا استفهام تقريري لا يجاب إلا ببلى وحقا إنه تعالى لا يجازي بأسوأ المجازات إلا الأكثر كفرا لأن كفور والكلمات التي على وزنه كشكور وغفور وغرور وعقور من أسماء المبالغة، قال تعالى "وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها" بالأشجار والأنهار والقرى أي قرى الشام وبيت المقدس "قُرىً ظاهِرَةً" متواصلة لا تنقطع الواحدة تلو الأخرى، قالوا كان بين سبأ والشام أربعة آلاف قرية عامرة لا


الصفحة التالية
Icon