و الظهور بين الناس وأنه تعالى شأنه عالم بذلك أزلا قوله جل قوله "وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ٢١" فمن كان رقيبا على كل شيء لا يغرب عن علمه شيء وما قدره على خلقه من بعض معلوماته قال تعالى قد يعلم ما أنتم عليه الآية الأخيرة من سورة النور في ج ٣ (وقد) هنا تفيد التقليل أي أن الذي أنتم عليه أيها الناس جزء من بعض معلوماته قال تعالى "قُلِ" يا محمد لكفار قومك الذين حبس عنهم الغيث "ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ" أنهم آلهة "مِنْ دُونِ اللَّهِ" ليكشفوا عنكم ما نزل بكم من القحط والجدب ليظهر لهم عجزهم وتيقنوا أنهم "لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ" لأنهما وما فيهما وبينهما ملك للّه وحده ولا يقع فيهما شيء إلا بأمره "وَما لَهُمْ" لتلك الأوثان التي يزعمونها شريكة للّه "مِنْ شِرْكٍ" في أمر من أموره لا فيهما ولا في غيرهما البتة "وَما لَهُ" وما للّه "مِنْهُمْ" من آلهتهم "مِنْ ظَهِيرٍ ٢٢" يعاونه على تدبير ما يقع بينهما من خير أو شر "وَ" اعلموا أيها الناس أن اللّه تعالى يقول "لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ" لأحد ما من الأوثان والملائكة وكافة الخلق "إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ" فيها فقط وهذا تكذيب لقول الكفرة بأن الأوثان تشفع لهم عند اللّه مع أنه في ذلك اليوم يتجلى الجبار على خلقه فيأخذهم الخوف والوجل برّهم وفاجرهم "حَتَّى إِذا فُزِّعَ" كشف الفزع "عَنْ قُلُوبِهِمْ" وذهب الحزن عنهم من هيبة كلام العرب جل جلاله في ذلك اليوم المهول أي عن المشفوع لهم والشافعين لأن المستشفعين يتثبّتون بأذيال الرجاء من الشافعين النائمين على قدم الالتجاء إلى باب ذي القدرة والعظمة مستأذنين من حضرته الشفاعة لعصاة المؤمنين، أما الكافرون فهم بمعزل عن هذا ويبقون منتظرين خائفين لا يدرون بماذا يجابون في ذلك الوقت العصيب وقد غشيهم الفزع ومما يدل على هذا قوله


الصفحة التالية
Icon