"وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا" قولا غير ما ذكر من الاستبطاء واشنع منه وهو قولهم جرأة على ربهم "لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ" المنزل عليك يا محمد "وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ" من الكتب الأخرى كالتوراة والإنجيل والزبور والصحف أيضا، قال تعالى تفظيعا لشأنهم في الآخرة وما تؤول إليه حالتهم الخاسرة "وَلَوْ تَرى " يا حبيبي "إِذِ الظَّالِمُونَ" أنفسهم بهذه الجرأة على اللّه في ذلك الموقف العظيم وأمثالهم وقد تخلى عنهم أربابهم المزيفون العاجزون "مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ" الحقيقي وقد تجلى عليهم باسمه المنتقم لرأيت أمرا فظيعا هالك مرآه، ولو تراهم يا أكمل الرسل حين يتلاومون على سوء صنيعهم في الدنيا إذ "يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ" فيوقع كل منهم الملامة على الآخر "يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا" في الدنيا وهم الأتباع الوارد ذكرهم في الآية ١٦٤ من سورة البقرة في ج ٣ للذين استكبروا وهم الرؤساء الآتي ذكرهم في الآية ١١ من سورة إبراهيم الآتية "لَوْ لا أَنْتُمْ" منعتمونا في الدنيا عن الأيمان بالرسل "لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ٣١" بهم ولنجونا من هذا البلاء ولم يمسسنا سوء في هذا الموقف "قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ" كلا لا صحة لهذا لأنا لم نصدكم


الصفحة التالية
Icon