﴿ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ بالثواب، والكافرين بالعقاب.
﴿ أولئك ﴾ يعني المؤمنين.
﴿ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم.
﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ وهو الجنة.
قوله تعالى :﴿ والذين سَعَوْا في آيَاتِنَا ﴾ أي في إبطال أدلّتنا والتكذيب بآياتنا، ﴿ مُعَاجِزِينَ ﴾ مسابقين يحسبون أنهم يفوتوننا، وأن الله لا يقدر على بعثهم في الآخرة، وظنوا أنا نُهْملهم ؛ فهؤلاء ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴾ يقال : عاجزه وأعجزه إذا غالبه وسبقه.
و"أَلِيمٍ" قراءة نافع بالكسر نعتاً للرِّجْز، فإن الرِّجْز هو العذاب، قال الله تعالى :﴿ فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السمآء ﴾ [ البقرة : ٥٩ ].
وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم "عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ" برفع "الميم" هنا وفي "الجاثية" نعتاً للعذاب.
وقرأ ابن كثِير وابن محيصن وحُميد بن قيس ومجاهد وأبو عمرو "مُعَجِّزِينَ" مثبِّطين ؛ أي ثبطوا الناس عن الإيمان بالمعجزات وآيات القرآن.
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)
لما ذكر الذين سَعْوا في إبطال النبوّة بيّن أن الذين أوتوا العلم يرون أن القرآن حق.
قال مقاتل :"الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" هم مؤمنو أهل الكتاب.
وقال ابن عباس : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل جميع المسلمين، وهو أصح لعمومه.
والرؤية بمعنى العلم، وهو في موضع نصب عطفاً على "لِيَجْزِي" أي ليجزي وليرى، قاله الزجاج والفرّاء.
وفيه نظر، لأن قوله :﴿ لِّيَجْزِيَ ﴾ متعلق بقوله :"لَتَأْتِيَنَّكُمْ السَّاعَةَ"، ولا يقال : لتأتينكم الساعة ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق، فإنهم يرون القرآن حقًّا وإن لم تأتهم الساعة.
والصحيح أنه رفع على الاستئناف، ذكره القشيريّ.