قلت : وإذا كان "ليَجْزِيَ" متعلقاً بمعنى أثبت ذلك في كتاب مبين، فيحسن عطف "وَيَرَى" ( عليه )، أي وأثبت أيضاً ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق.
ويجوز أن يكون مستأنفاً.
﴿ الذي ﴾ في موضع نصب على أنه مفعول أوّل ل"يرى" ﴿ هُوَ الحق ﴾ مفعول ثان، و"هو" فاصلة.
والكوفيون يقولون "هو" عماد.
ويجوز الرفع على أنه مبتدأ.
و"الْحَقّ" خبره، والجملة في موضع نصب على المفعول الثاني، والنصب أكثر فيما كانت فيه الألف واللام عند جميع النحويين، وكذا ما كان نكرة لا يدخله الألف واللام فيشبه المعرفة.
فإن كان الخبر اسماً معروفاً نحو قولك : كان أخوك هو زيد، فزعم الفراء أن الاختيار فيه الرفع.
وكذا كان محمد هو عمرو.
وعلّته في اختياره الرفع أنه لما لم تكن فيه الألف واللام أشبه النكر في قولك : كان زيد هو جالس، لأن هذا لا يجوز فيه إلا الرفع.
﴿ ويهدي إلى صِرَاطِ العزيز الحميد ﴾ أي يهدي القرآن إلى طريق الإسلام الذي هو دين الله.
ودلّ بقوله :﴿ العزيز ﴾ على أنه لا يغالب.
وبقوله :﴿ الحميد ﴾ على أنه لا يليق به صفة العجز. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٤ صـ ﴾