﴿ أولئك ﴾ الموصوفون بما ذكر وفيه إشارة إلى بعد منزلتهم في الشر ﴿ لَهُمْ ﴾ بسبب ذلك ﴿ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ ﴾ أي من سيء العذاب وأشده، ومن للبيان ﴿ أَلِيمٌ ﴾ بالرفع صفة ﴿ عَذَابِ ﴾ وقرأ كثر السبعة بالجر على أنه صفة مؤكدة لرجز بناء على ما سمعت من معناه، وجعله بعضهم صفة مؤسسة له بناء على أن الرجز كما روي عن قتادة مطلق العذاب وجوز جعله صفة ﴿ عَذَابِ ﴾ أيضاً والجر للمجاورة، والظاهر أن الموصول مبتدأ والخبر جملة ﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ ﴾ وجوز أن يكون في محل نصب عطفاً على الموصول قبله أي ويجزي الذي سعوا وجملة ﴿ أُوْلئِكَ لَهُمْ ﴾ الخ التي بعده مستأنفة والتي قبله معترضة.
وفي البحر يحتمل على تقدير العطف على الموصول أن تكون الجلمتان المصدرتان بأولئك هما نفس الثواب والعقاب ؛ ويحتمل أن يكونا مستأنفتين والثواب والعقاب غير ما تضمنتا مما هو أعظم كرضا الله تعالى عن المؤمن دائماً وسخطه على الكافر دائماً، وفيه أنه كيف يتأتى حمل ذلك على رضا الله تعالى وضده وقد صرح أولا بالمغفرة والرزق الكريم وفي مقابله بالعذاب الأليم وجعل الأول جزاء.
﴿ وَيَرَى الذين أُوتُواْ العلم ﴾ أي ويعلم أولوا العلم من أصحاب رسول الله ﷺ ومن يطأ أعقابهم من أمته عليه الصلاة والسلام أو من آمن من علماء أهل الكتاب كما روي عن قتادة كعبد الله بن سلام.
وكعب.
وأضرابهما رضي الله تعالى عنهم ﴿ الذى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ ﴾ أي القرآن ﴿ هُوَ الحق ﴾ بالنصب على أنه مفعول ثان ليرى والمفعول الأول هو الموصول الثاني و﴿ هُوَ ﴾ ضمير الفصل }.
وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على جعل الضمير مبتدأ وجعله خبراً والجملة في موضع المفعول الثاني ليرى وهي لغة تميم يجعلون ما هو فصل عند غيرهم مبتدأ، وقوله تعالى :﴿ VVV ﴾.


الصفحة التالية
Icon