وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على جعل الضمير مبتدأ وجعله خبراً والجملة في موضع المفعول الثاني ليرى وهي لغة تميم يجعلون ما هو فصل عند غيرهم مبتدأ، وقوله تعالى :﴿ وَيَرَى ﴾ الخ ابتداء كلام غير معطوف على ما قبله مسوق للاستشهاد بأولى العلم على الجهلة الساعين في الآيات.
وفي الكشف هو عطف على قوله تعالى :﴿ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة ﴾ [ سبأ : ٣ ] على معنى وقال الجهلة : لا ساعة وعلم أولى العلم أنه الحق الذي نطق به المنزل إليك الحق وتعقب بأنه تكلف بعيد فإن دلالة النظم الكريم على الاهتمام بشأن القرآن لا غير، وقيل عليه : أنت خبير بأن ما قبله من قوله تعالى :﴿ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة ﴾ [ سبأ : ٣ ] وقوله سبحانه :﴿ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ ﴾ [ سبأ : ٧ ] الخ في شأن الساعة ومنكرى الحشر فكيف يكون ما ذكر بعيداً بسلامة الأمير فذكر حقية القرآن بطريق الاستطراد والمقصود بالذات حقية ما نطق به من أمر الساعة، وقال الطبري.
والثعلبي : إن ﴿ يرى ﴾ منصوب بفتحة مقدرة عطفاً على يجزي أي وليعلم أولو العلم عند مجيء الساة معاينة أنه الحق حسبما علموه قبل برهانا ويحتجوا به على المكذبين وعليه فقوله تعالى :﴿ والذين سَعَوْاْ ﴾ معطوف على الموصول الأول أو مبتدأ والجملة معترضة فلا يضر الفصل كما توهم، وجوز أن يراد بأولي العلم من لم يؤمن من الأحبار أي ليعلموا يومئذ أنه هو الحق فيزدادوا حسرة وغماً.


الصفحة التالية
Icon