وتعقب بأن وصفهم بأولي العلم يأباه لأنه صفة مادحة ولعل المجوز لا يسلم هذا، نعكم كون ذلك بعيداً لا ينكر لا سيما وظاهر المقابلة بقوله تعالى :﴿ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ ﴾ [ سبأ : ٣ ] يقتضي الحمل على المؤمنين ﴿ وَيَهْدِى إلى صِرَاطِ العزيز ﴾ الذي يقهر ولا يقهر ﴿ الحميد ﴾ المحمود في جميع شؤونه عز وجل، والمراد بصراطه تعالى التوحيد والتقوى، فاعل يهدي إما ضمير ﴿ الذى أَنزَلَ ﴾ أو ضمير الله تعالى ففي ﴿ العزيز الحميد ﴾ التفات، والجملة على الأول إما مستأنفة أو في مضوع الحال من ﴿ الذى ﴾ على إضمار مبتدأ أي وهو يهدي كما في قوله :
نجوت وأرهنهم مالكاً...
أو معطوفة على ﴿ الحق ﴾ بتقدير وإنه يهدي وجوز أن يكون يهدي معطوفاً على ﴿ الحق ﴾ عطف الفعل على الاسم لأنه في تأويله كما في قوله تعالى :﴿ صافات وَيَقْبِضْنَ ﴾ أي قابضات وبعكسه قوله :
وألفيته يوماً يبير عدوه...
وبحر عطاء يستحق المعابرا. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon