قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا ضعيف، وقيل ﴿ العرم ﴾ اسم المطر الشديد الذي كان عنه ذلك السيل، وقوله ﴿ وبدلناهم بجنتيهم جنتين ﴾ قول فيه تجوز واستعارة وذلك أن البدل من " الخمط والأثل " لم يكن جنات، لكن هذا كما تقول لمن جرد ثوباً جيداً وضرب ظهره هذا الضرب ثوب صالح لك ونحو هذا، وقوله ﴿ ذواتي ﴾ تثنية ذات، و" الخمط " شجر الأراك قاله ابن عباس وغيره، وقيل " الخمط " كل شجر له شوك وثمرته كريهة الطعم بمرارة أو حمضة أو نحوه، ومنه تخمط اللبن إذا تغير طعمه، و" الأثل " ضرب من الطرفاء هذا هو الصحيح، وكذا قال أبو حنيفة في كتاب النبات، قال الطبري وقيل هو شجر شبيه بالطرفاء وقيل إنه السمر، و" السدر " معروف وهو له نبق شبه العناب لكنه في الطعم دونه بكثير، وللخمط ثمر غث هو البريد، وللأثل ثم قليل الغناء غير حسن الطعم، وقرأ ابن كثير ونافع " أكْل " بضم الهمزة وسكون الكاف، وقرأ الباقون بضم الهمزة وضم الكاف، وروي أيضاً عن أبي عمرو سكون الكاف وهما بمعنى الجنى والثمر، ومنه قوله تعالى
﴿ تؤتي أكلها كل حين ﴾ [ إبراهيم : ٢٥ ] أي جناها، وقرأ جمهور القراء بتنوين " أكل " وصفته بخمط وما بعده، قال أبو علي : البدل هذا لا يحسن لأن الخمط ليس بالأكل والأكل ليس بالمخمط نفسه والصفة أيضاً كذلك، لأن الخمط اسم لا صفة وأحسن ما فيه عطف البيان، كأنه بين أن الأكل هذه الشجرة ومنها ويحسن قراءة الجمهور أن هذا الاسم قد جاء بمجيء الصفات في قول الهذلي [ الطويل ]
عقار كماء الني ليس بخمطة... ولا خلة يكوي الشروب شبابها