﴿ فَقَالُواْ رَبَّنَا باعد بَيْنَ أَسْفَارِنَا ﴾ لما طالت بهم مدة النعمة بطروا وملوا وآثروا الذي هو أدنى على الذي هو خير كما فعل بنو إسرائيل وقالوا : لو كانت متاجرنا أبعد كان ما نجلبه منها أشهى وأغلى فطلبوا تبديل اتصال العمران وفصل المفاوز والقفار وفي ضمن ذلك إظهار القادرين منهم على قطعها بركوب الرواحل وتزود الأزواد الفخر والكبر على الفقراء العاجزين عن ذلك فجعل الله تعالى لهم الإجابة بتخريب القرى المتوسطة وجعلها بلقعا لا يسمع فيها داع ولا مجيب، والظاهر أنهم قالوا ذلك بلسان القال، وجوز الإمام أن يكونو قالوا :﴿ باعد ﴾ بلسان الحال أي فلما كفروا فقد طلبوا أن يبعد بين أسفارهم ويخرب المعمور من ديارهم.
وقرأ ابن كثير.
وأبو عمرو.
وهشام ﴿ بَعْدَ ﴾ بتشديد العين فعل طلب، وابن عباس.
وابن الحنفية.
وعمرو بن قائد ﴿ رَبَّنَا ﴾ رفعاً ﴿ بَعْدَ ﴾ بالتشديد فعلاً ماضياً، وابن عباس.
وابن الحنفية أيضاً.
وأبو رجاء.
والحسن.
ويعقوب وزيد بن علي.
وأبو صالح.
وابن أبي ليلى.
والكلبي.
ومحمد بن علي.
وسلام.
وأبو حيوة ﴿ رَبَّنَا ﴾ رفعاً و﴿ باعد ﴾ طلباً من المفاعلة، وابن الحنفية أيضاً.
وسعيد بن أبي الحسن أخو الحسن.
وسفيان بن حسين.
وابن السميقع ﴿ رَبَّنَا ﴾ بالنصب ﴿ بَعْدَ ﴾ بضم العين فعلاً ماضياً ﴿ بَيْنَ ﴾ بالنصب إلا سعيداً منهم فإنه يضم النون ويجعل ﴿ بَيْنَ ﴾ فاعلاً، ومن نصب فالفاعل عنده ضمير يعود على ﴿ السير ﴾ ومن نصب ﴿ رَبَّنَا ﴾ جعله منادى فإن جاء بعده طلب كان ذلك أشراً وبطراً.


الصفحة التالية
Icon