ولما كانت أعمالهم لقبحها ينبغي البراءة منها، فكانت بملازمتهم لها كأنها قد قهرتهم على ملازمتها وتقلدها طوق الحمامة فهم يعاندون الحق من غير التفات إلى دليل قال منبهاً على ذلك جواباً لمن كأنه قال : لم خصت أعناقهم وأيديهم بهذا العذاب؟ :﴿هل يجزون﴾ أي بهذه الأغلال ﴿إلا ما كانوا﴾ أي كوناً هم عريقون فيه ﴿يعملون﴾ أي على سبيل التجديد والاستمرار مما يدعون أنهم بنوه على العلم، وذلك الجزاء - والله أعلم - هو ما يوجب قهرهم وإذلالهم وإخزاءهم وإنكاءهم وإيلامهم كما كانوا يفعلون مع المؤمنين ويتمنون لهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ١٨٢ ـ ١٨٤﴾