وقال الآلوسى :
﴿ وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ ﴾
المتبادر أن ﴿ كَافَّةً ﴾ حال من الناس قدم مع إلا عليه للاهتمام كما قال ابن عطية، وأصله من الكف بمعنى المنع وأريد به العموم لما فيه من المنع من الخروج واشتهر في ذلك حتى قطع النظر فيه عن معنى المنع بالكلية فمعنى جاء الناس كافة جاؤوا جميعاً، ويشير إلى هذا الإعراب ما أخرج ابن أبي شيبة.
وابن المنذر عن مجاهد أنه قال في الآية : أي إلى الناس جميعاً، وما أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب أنه قال : أي للناس كافة، وكذا ما أخرج عبد بن حميد.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم عن قتادة أنه قال في الآية : أرسل الله تعالى محمداً ﷺ إلى العرب والعجم فاكرمهم على الله تعالى أطوعهم له، وما نقل عن ابن عباس أنه قال : أي إلى العرب والعجم وسائر الأمم، وهو مبني على جواز تقديم الحال على صاحبها المجرور بالحرف وهو الذي ذهب إليه خلافاً لكثير من النحاة أبو علي.
وابن كيسان.
وابن برهان.
والرضى.
وابن مالك حيث قال :
وسبق حال ما بحرف جرقد...
أبوا ولا أمنعه فقد ورد
وأبو حيان حيث قال بعد أن نقل الجواز عمن عدا الرضى من المذكورين وهو الصحيح : ومن أمثلة أبي على زيد خير ما يكون خير منك، وقال الشاعر :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا...
فمطلبها كهلا عليه شديد
وقال آخر :
تسليت طرا عنكم بعد بينكم...
بذكراكم حتى كأنكم عندي
وقد جاء تقديم الحال على صاحبها المجرور وعلى ما يتعلق به، ومن ذلك قوله :
مشغوفة بك قد شغفت وإنما...
حتم الفراق فما إليك سبيل
وقول آخر :
غافلا تعرض المنية للمر...
ء فيدعى ولات حين إباء


الصفحة التالية
Icon