﴿ وَمَا ءاتيناهم ﴾ أي أهل مكة ﴿ مّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ﴾ تقتضي صحة الإشراك ليعذروا فيه فهو كقوله تعالى :﴿ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سلطانا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ ﴾ [ الروم : ٥ ٣ ] وقوله سبحانه :﴿ أَمْ ءاتيناهم كتابا مّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴾ [ الزخرف : ١ ٢ ] وإلى هذا ذهب ابن زيد، وقال السدي : المعنى ما آتيناهم كتباً يدرسونها فيعلموا بدراستها بطلان ما جئت به، ويرجع إلى الأول، والمقصود نفى أن يكون لهم دليل على صحة ما هم عليه من الشرك، ومن صلة، وجمع الكتب إشارة على ما قيل إلى أنه لشدة بطلانه واستحالة إثباته بدليل سمعي أو عقلي يحتاج إلى تكرر الأدلة وقوتها فكيف يدعى ما تواترت الأدلة النيرة على خلافه.
وقرأ أبو حيوة ﴿ يَدْرُسُونَهَا ﴾ بفتح الدال وشدها وكسر الراء مضارع أدرس افتعل من الدرس ومعناه يتدارسونها، وعنه أيضاً ﴿ يَدْرُسُونَهَا ﴾ من التدريس وهو تكرير الدرس أو من درس الكتاب مخففاً ودرس الكتب مشدداً التضعيف فيه باعتبار الجمع.


الصفحة التالية
Icon