وتقدَّم تقريرُ هذا وهذا الذي ذكرْتُه منقولٌ عن أبي عبيدة. الرابع : قال الشيخ :" وأو هنا على موضوعِها لكونِها لأحدِ الشيئَيْن وخبرُ ﴿ إِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ ﴾ هو ﴿ لعلى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ ولا يُحتاج إلى تقديرِ حذفٍ ؛ إذ المعنى : أنَّ أحَدنا لَفي أحدِ هذَيْن كقولِك : زيدٌ أو عمروٌ في القصر أو في المسجدِ لا يُحتاج إلى تقديرِ حَذْفٍ إذ معناه : أحدُ هذَيْن في أحدِ هذين. وقيل : الخبرُ محذوفٌ، ثم ذَكَرَ ما قَدَّمْتُ إلى آخره. وهذا الذي ذكره هو تفسيرُ معنًى لا تفسيرُ إعرابٍ، والناسُ نظروا إلى تفسيرِ الإِعراب فاحتاجوا إلى ما ذكرْتُ.
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)
قوله :﴿ الفتاح العليم ﴾ : صِفتا مبالغةٍ. وقرأ عيسى بن عمر " الفاتحُ " اسمَ فاعلٍ.
قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)
قوله :﴿ أَرُونِيَ ﴾ : فيها وجهان، أحدهما : أنها عِلْميةٌ متعديةٌ قبل النَّقْلِ إلى اثنين فلمَّا جيْءَ بهمزةِ النقلِ تَعَدَّتْ لثلاثةٍ أوَّلُها : ياءُ المتكلم، ثانيها : الموصولُ، ثالثها :" شركاءَ " وعائدُ الموصول محذوفٌ أي : أَلْحَقْتموهم به. الثاني : أنها بَصَرِيَّةٌ متعديةٌ قبل النقل لواحدٍ وبعده لاثنين، أوَّلُهما ياءُ المتكلم، ثانيهما الموصولُ، و " شركاءَ " نصبٌ على الحالِ مِنْ عائد الموصول أي : بَصِّرُوْني المُلْحقين به حالَ كونِهم شركائي.