قوله :﴿ لَّكُم مِّيعَادُ ﴾ : مبتدأٌ وخبرٌ. والميعادُ يجوز فيه أوجهٌ، أحدها : أنه مصدرٌ مضافٌ لظرفِه، والميعادُ يُطْلق على الوعدِ والوعيدِ. وقد تقدَّم أنَّ الوعدَ في الخيرِ، والوعيدَ في الشرِّ غالباً. الثاني : اسمٌ أُقيم مُقامَ المصدرِ. والظاهرُ الأولُ. قال أبو عبيدة :" الوَعْدُ والوعيدُ والميعاد بمعنىً ". الثالث : أنه هنا ظرفُ زمانٍ. قال الزمخشري :" الميعادُ ظرفُ الوعدِ، من مكانٍ أو زمانٍ، وهو هنا ظرفُ زمانٍ. والدليلُ عليه قراءةُ مَنْ قرأ " ميعادٌ يومٌ " يعني برفعِهما منوَّنَيْنِ، فأبدل منه اليوم. وأمَّا الإِضافةُ فإضافةُ تبيينٍ، كقولك : سَحْقُ ثوبٍ وبعيرُ سانِيَةٍ ".
قال الشيخ :" ولا يتعيَّنُ ما قال ؛ لاحتمالِ أَنْ يكونَ التقديرُ : لكم ميعادُ ميعادِ يومٍ، فلمَّا حُذِفَ المضافُ أُعْرِب المضافُ إليه بإعرابه ". قلت : الزمخشريُّ لو فَعَلَ مثلَه لسَمَّع به. وجَوَّزَ الزمخشريُّ في الرفع وجهاً آخرَ : وهو الرفعُ على التعظيمِ، يعني على إضمارِ مبتدَأ، وهوالذي يُسَمَّى القطعَ. وسيأتي هذا قريباً.
وقرأ ابنُ أبي عبلةَ واليزيديُّ " ميعادٌ يوماً " بتنوين الأولِ، ونصبِ " يوماً " منوَّناً. وفيه وجهان، أحدُهما : أنه منصوبٌ على الظرفِ. والعاملُ فيه مضافٌ مقدرٌ، تقديرُه : لكم إنجازُ وعدٍ في يومٍ صفتُه كيتَ وكيتَ. الثاني : أن ينتصِبَ بإضمارِ فعلٍ. قال الزمخشريُّ :" وأمَّا نصبُ اليوم فعلى التعظيم بإضمارِ فعلٍ، تقديرُه : أعني يوماً. ويجوز أَنْ يكونَ الرفعُ على هذا، أعني التعظيمَ ".
وقرأ عيسى بتنوين الأول، ونصبِ " يوم " مضافاً للجملة بعده. / وفيه الوجهانِ المتقدِّمان : النصبُ على التعظيم، أو الظرفُ.


الصفحة التالية
Icon