قال : ههنا ﴿عَذَابَ النار التى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ﴾ وقال في السجدة :﴿عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ﴾ جعل المكذب هنالك العذاب وجعل المكذب ههنا النار وهم كانوا يكذبون بالكل، والفائدة فيها أن هناك لم يكن أول ما رأوا النار بل كانوا هم فيها من زمان بدليل قوله تعالى :﴿كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَا أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ﴾ [ السجدة : ٢٠ ] أي العذاب المؤبد الذي أنكرتموه بقولكم :﴿لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً﴾ [ البقرة : ٨٠ ] أي قلتم إن العذاب إن وقع فلا يدوم فذوقوا الدائم، وههنا أول ما رأوا النار لأنه مذكور عقيب الحشر والسؤال فقيل لهم : هذه ﴿النار التى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ٢٢٧ ـ ٢٣٠﴾