﴿ وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار التى كُنتُم ﴾.
عطف على قوله :﴿ ثم نقول للملائكة ﴾ [ سبأ : ٤٠ ].
وقد وقع الإِخبار عن هذا القول بعد الإِخبار عن الحوار الذي يجري بين الملائكة وبين المشركين يومئذٍ إظهاراً لاستحْقاقهم هذا الحكم الشديد، ولكونه كالمعلول لقوله :﴿ لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً ﴾.
والذوق : مجاز لمطلق الإِحساس، واختياره دون الحقيقة لشهرة استعماله.
ووصف النار بالتي كانوا يكذبون بها لما في صلة الموصول من إيذان بغلطهم وتنديمهم.
وقد علق التكذيب هنا بنفس النار فجيء باسم الموصول المُناسب لها ولم يعلق بالعذاب كما في آية سورة السجدة ( ٢٠ ) ﴿ وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ﴾ لأن القول المخبر عنه هنا هو قول الله تعالى وحكمه وقد أذن بهم إلى جهنم وشاهدوها كما قال تعالى آنفاً :﴿ وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ﴾ [ سبأ : ٣٣ ] فإن الذي يرى هو ما به العذاب، وأما القول المحكي في سورة السجدة ( ٢٠ ) فهو قول ملائكة العذاب بدليل قوله :﴿ كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون.
﴾ وتقديم المجرور للاهتمام والرعاية على الفاصلة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٢ صـ ﴾