وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة فاطر
مكية وآياتها ٤٥ آية
بسم الله الرحمن الرحيم سورة فاطر وهي مكية ٤٣٥ - من ذلك قوله جل وعز الحمد لله فاطر السموات والأرض آية ١ قال ابن عباس ما كنت أدري ما فاطر حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها ثم قال جل وعز جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع آية ١ الرسل منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت صلى الله عليهم وقوله تعالى أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع أي
أصحاب أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة في كل جانب
٣ - ثم قال جل وعز يزيد في الخلق ما يشاء آية ١ أي يزيد في خلق الملائكة ما يشاء وقال الزهري يزيد في الخلق ما يشاء حسن الصوت والأول أولى ٤ - وقوله جل وعز ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها آية ٢
أي ما يأتي به الله جل وعز من الغيث والرزق فلا يقدر أحد على رده وقال قتادة من رحمة من خير فلا يقدر أحد على حبسه ٥ - وقوله تعالى لا إله إلا هو فأنى تؤفكون آية ٣ أي فمن أين تصرفون عن التوحيد والإيمان بالبعث بعد البراهين والآيات ٦ - وقوله جل وعز فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور آية ٥ روى معمر عن قتادة قال الغرور الشيطان
وروى شعبة عن سماك بن حرب الغرور بضم الغين فقيل إن هذا لا يجوز لأنه إنما يقال غره غرا ولا يكاد يأتي على فعول فيما يعتدى إلا شاذا قال أبو جعفر يجوز أن يكون غرور جمع غار أو جمع غر أو يشبه بقولهم نهكه المرض نهوكا ولزمه لزوما ٧ - وقوله جل وعز أفمن رين له سوء عمله فرآه حسنا آية ٨ الجواب محذوف لعلم السامع فيجوز أن يكون المعنى أفمن زين له سوء علمه كمن هداه الله جل وعز ويكون يدل على هذا المحذوف فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء


الصفحة التالية
Icon