ويجوز أن يكون المعنى أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليه ويكون يدل عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ٨ - وقوله جل وعز من كان يريد العزة فلله العزة جميعا آية ١٠ روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال من كان يريد العزة بعبادة الأوثان قال الفراء من كان يريد علم العزة ثم قال فلله العزة جميعا أي فالله عز وجل يعز من يشاء بطاعته
وقال قتادة فليتعزز بطاعة الله جل وعز قال أبو جعفر وأولاها الأول لأن الآيات التي قبلها وبخ فيها المشركون بعبادة الأوثان فكان أولى بهذه أن تكون من جنس الحث على فراق ذلك أيضا ٩ - ثم قال جل وعز إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه آية ١٠ في معناه ثلاثة أقوال أ - من ذلك ما حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال الكلام الطيب ذكر الله جل وعز والعمل الصالح أداء فرائضه
فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد إلى الله سبحانه ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به قال أبو جعفر وكذلك قال الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وأبو العالية والضحاك قالوا العمل الصالح يرفع الكلام الطيب قال الحسن فإذا كان كلام طيب وعمل سئ رد القول
على العمل فكان عملك أولى بك من قولك