وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الملائكة
(مثنى وثلاث ورباع) [١] قد [ذكرنا] أنها لتكرر تلك الأعداد، ولم ينصرف للعدل [والصفة]. [وقال] بعض الطاعنين: إن صاحب الأجنحة الثلاثة لا يطير، لزوال الاعتدال، ويكون كالجادف [الذي] أحد جناحيه مقصوص. فأجاب عنه الجاحظ: "إنه قريب معقول في الطيران، إذا وضع على غير هذا الوضع، يصير ثلاثة أجنحة وفق تلك الطبيعة. ولو كان [الوطواط] في تركيبه كسائر الطير، لما طار لا ريش.
وكل إنسان فإنما ركبته في رجله، وذوات الأربع ركبها في أيديها، والإنسان وكل سبع فكفه في يده، والطائر كفه في رجله. ويجوز أن يكون موضع الجناح الثالث بين الجناحين، فيكون عوناً لهما [فتستوي] [في] [القوى] والحصص. وإذ كان ذلك [ممكناً] في معرفة العبد، فكيف في قدرة الرب"، وأيضاً [فإن] هذا البناء لتعدد العدد المسمى به، ولذلك عدل عن البناء الأول، فثلاث إذا عبارة عن ثلاث ثلاث، فتكون ثلاثة أجنحة من جانب، وثلاثة من جانب، فيعتدل. (أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا) [٨] جوابه محذوف، يجوز أن يكون مثل/: تريد أن تهديه.
ويجوز: فإنه يتحسر عليه. ويجوز: كمن آمن وعمل صالحاً. ويجوز: كمن علم الحسن والقبيح. ويجوز: فإن الله يضله، إلا أنه وقع (من يشاء) موقع الجميع. وإنما كان أكثر استفهامات القرآن بلا جواب، لمعنيين، أحدهما: ليكثر احتمال الجواز، والثاني: لأنها من عالم لا يستعلم مستفيداً. (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) [١٠] قال قتادة: أي: فليتعزز بطاعة الله. وقال علي: من سره الغنى بلا مال، والعز بلا سلطان، والكثرة بلا عشيرة، فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته.


الصفحة التالية
Icon