وقال ملا حويش :
تفسير سورة فاطر
عدد ٤٣ - ٣٥
نزلت بمكة بعد سورة الفرقان وهي خمس وأربعون آية، وتسعمائة وسبعون كلمة، وثلاثة آلاف ومائة وثلاثون حرفا، وتسمى سورة الملائكة وقد ذكرنا في أول سورة الفاتحة المارة ما يتعلق بأولها، ومثلها في عدد الآي سورة ق.

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قال تعالى "الْحَمْدُ لِلَّهِ" المحمود بكل مكان، المعبود في كل زمان، حمد نفسه بنفسه، جلت عظمة ذاته وقسمه تكريما لقدره، وتعليما لعباده، كي يمجّدوا خالقهم ورازقهم ومانحهم نعمه "فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" بفتقها بعضها عن بعض، لأن الفاطر معناه الشاق وأصل الفطر
الشق طولا، تقول فطره أي شقه قال تعالى "أَ وَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما" الآية ٢٠ من سورة الأنبياء في ج ٢ راجع تفسيرها لأنها من معجزات القرآن والأمور الغيبية.
ثم تجوز فيه لكل شق، والمعنى أنه موجد خلقهما والعوالم التي فيهما لكونهما من الممكن، والأصل في كل ممكن العدم ليشير إليه قوله تعالى "كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ" الآية من آخر سورة القصص الآتية، ونظيرتها الآية ٣٧ من سورة الرحمن في ج ٣ من حيث المعنى وقوله صلى اللّه عليه وسلم ما شاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن، وقد صرح بذلك فلاسفة الإسلام بقولهم :
الممكن في نفسه ليس وهو عن علته ايس
فذلك الإله الذي ابتدعها على غير مثال سابق، وشقها بعضها عن بعض، هو المستحق وحده للحمد.
قال ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى فاطر حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما إني فطرتها أي ابتدأتها بالشق يعني هو الذي حفرها أولا وهو أحق بها.


الصفحة التالية
Icon