وفيها نعي لكفار قريش بعدم تلقيهم آيات اللّه بالقبول "يا أَيُّهَا النَّاسُ" ثقوا وتيقنوا "إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ" ثابت واقع لا محالة لا يجوز تخلفه، وهذا الوعد هو الملمع إليه بجملة (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) "فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا" بزخارفها وطول الأمل فيها والصحة في الأبدان وكثرة الأرزاق والأمن "وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ" من حيث أنه غفور رحيم رؤوف كريم عطوف لطيف مما يمليه عليكم "الْغَرُورُ" ٥ من النفس والجن والإنس، فكلها تغركم وكل مبالغ في العزة والأنفة فهو غرور، وأغر كل غرور هو الشيطان الذي يستولي على قلوبكم بوسوسته، لغفلتكم عن ذكر اللّه في أعمالكم وأقوالكم، فاحذروا خداعه ومكره، ولا تلتفتوا إلى إغوائه وإغرائه، ولا تركنوا إلى الدنيا التي يزيّنها لكم.
ثم صرح بذلك الغرور فقال "إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ" قديم تأصلت عداوته فيكم، فلا تكاد تزول حتى يزول هو وليس بزائل إلا عند الأجل الذي ضربه اللّه له، ولستم بمدركيه لأن موعده النفخة الأولى التي لا يحضرها إلّا شرار الناس، فاهجروه رحمكم


الصفحة التالية
Icon