و الذي يعلم خفايا القلوب، لا يخفى عليه علم غيرها وذات الصدور مضمراتها وهي تأنيث ذي الموضوع لمعنى الصحبة، أي فمن جملة علمه تعالى يعلم أنهم بعد اعترافهم بهذا العذاب (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) من الإنكار والجحود والتكذيب - راجع تفسير الآية ٢٩ من سورة الأنعام في ج ٢ قال تعالى "هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ" يخلف بعضكم بعضا "فِي الْأَرْضِ" كلما انقرض جيل خلفه غيره، فالأحرى أن تعتبروا بمن سلف من الأمم الخالية، لأن مصيركم سيكون مثلهم، فمن آمن فله ثواب إيمانه، وكذلك "فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ" يعاقب بمقتضاه "وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً" بغضا وكرها شديدا في الدنيا، واحتقارا وذلا وحرمانا من كل خير "وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً" ٣٩ في الآخرة، وذلك هو الخسران المبين وكرر الجملة تأكيدا وإيذانا بأن مصير الكفر اقتضاءان قبيحان مرّ ان : المقت في الدنيا والخسارة في الآخرة، فلو لم يكن الكفر مستوجبا غير هذين لكفى به شرا، فكيف إذا كان يستوجب أشياء أخر ؟ "قُلْ" يا سيّد الرسل لهم هذا لعلّهم يرجعون إليّ قبل أن يمتنع عليهم لا يمكنهم الرجوع، ثم يقول لهم جل قوله تبكينا وتقريعا مما يزيد في أسفهم "أَ رَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ" من جميع الأوثان النامية والجامدة "أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ" حتى يكونوا شركاء فيها، أروني أي جزء من أجزائها خلقوه حتى جعلتموهم شركائي في العبادة و