ولما ثبت بهذا السياق أنه سبحانه فاعل هذه الأشياء المتضادة، علل ذلك ليفيد أن قدرته على كل ما يريد كقدرته عليه بقوله على سبيل التأكيد تنبيهاً على أنه سبحانه لا يعسر عليه شيء وأنه أهل لأن يخشى ولذلك أظهر الاسم الأعظم :﴿إن الله﴾ أي المحيط بالجلال والإكرام ﴿عزيز﴾ أي غالب على جميع أمره.
ولما كان هذا مرهباً من سطوته موجباً لخشيته لإفهامه أنه يمنع الذين لا يخشون من رحمته، رغبهم بقوله :﴿غفور﴾ في أنه يمحو ذنوب من يريد منهم فيقبل بقلبه إليه وهو أيضاً من معاني العزة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٢٢٠ ـ ٢٢٢﴾