وقال أبو السعود :
﴿ يا أيها الناس أَنتُمُ الفقراء إِلَى الله ﴾ في أنفسِكم وفيما يعنُّ لكم من أمرٍ مهمَ أو خطبٍ ملمَ. وتعريفُ الفقراءِ للمبالغةِ في فقرِهم كأنَّهم لكثرةِ افتقارِهم وشدَّةِ احتياجِهم هم الفقراءُ فحسب وأنَّ افتقارَ سائرِ الخلائقِ بالنسبةِ إلى فقرِهم يمنزلةِ العدمِ ولذلك قال تعالى :﴿ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً ﴾ ﴿ والله هُوَ الغنى الْحَمِيدُ ﴾ أي المستغنِي على الإطلاقِ المنعمُ على سائرِ الموجوداتِ المستوجبُ للحمدِ ﴿ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ ليسُوا على صفتِكم بل مستمرُّون على الطَّاعةِ أو بعالمٍ آخرَ غيرِ ما تعرفونَهُ ﴿ وَمَا ذلك ﴾ أي ما ذُكر من الإذهابِ بهم والإتيانِ بآخرينَ ﴿ عَلَى الله بِعَزِيزٍ ﴾ بمتعذرٍ ولا متعسرٍ.