وقولُه تعالى :﴿ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ﴾ متعلقٌ بلَنْ تبورَ على معنى أنَّه ينتفي عنها الكسادُ وتنفُق عند الله تعالى ليوفيَهم أجورَ أعمالِهم ﴿ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ ﴾ على ذلك من خزائنِ رحمتِه ما يشاءُ وقيل : بمضمرٍ دلَّ عليه ما عُدَّ من أفعالهم المرضيَّةِ أي فعلُوا ذلك ليوفيَهم إلخ وقيل بيرجُون على أنَّ اللام للعاقبةِ ﴿ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ تعليلٌ لما قبلَه من التَّوفيةِ والزِّيادةِ أي غفورٌ لفرطاتِهم شكورٌ لطاعاتِهم أي مجازيهم عليها، وقيل : هُو خبرُ إنَّ الذينَ ويرجُون حالٌ من واوِ أنفقُوا.
﴿ والذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكتاب ﴾ وهو القرآنُ ومِن للتَّبيين أو الجنسِ ومن للتَّبعيضِ وقيل : اللَّوحَ ومِن للابتداءِ ﴿ هُوَ الحق مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ أي أحقه مصدِّقاً لما تقدَّمه من الكتبِ السَّماويةِ حالٌ مؤكِّدة، لأنَّ حقِّيتَه تستلزمُ موافقتَه إيَّاهُ في العقائدِ وأصولِ الأحكامِ ﴿ إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ محيطٌ ببواطنِ أمورِهم وظواهرِها فلو كانَ في أحوالِك ما ينافي النُّبوة لم يُوحِ إليك مثلُ هذا الحقَّ المعجزِ الذي هو عيارٌ على سائرِ الكتبِ. وتقديمُ الخبيرِ للتَّنبيه على أنَّ العمدةَ هي الأمورُ الرُّوحانيَّةُ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾