مقروءة في جملته كما إذا قلت : الحسناء في الحلة الحمراء أحسن منها في البيضاء وقد يكون للشيء مفردا ما ليس له مجموعا مع غيره كما يشاهد في بعض الأدوية ورجا أن يكون أقرب مما قدمنا وأنا لا أرجو ذلك والظاهر أنه يكتب له الثواب المذكور مضاعفا أي كل حرف بعشرة حسنات ولا بدع في تفضيل العمل القليل على الكثير فلله تعالى أن يمن بما شاء على من شاء ألا ترى ما صح أن هذه الأمة أقصر الأمم أعمارا وأكثرها ثوابا وإنكار الخصوصيات مكابرة ولله تعالى در من قال : فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال وذكر بعضهم أن من قرأها أعطى من الأجر كمن قرأ القرآن أثنتين وعشرين مرة وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي قلابةوهو من كبار التابعينأن من قرأها فكأنما قرأ القرآن إحدى عشرة مرة
وعن أبي سعيد أنه قال من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين
وحديث العشر مرفوع عن ابن عباس ومعقل بن يسار وعقبة بن عامر وأبي هريرة وأنس رضي الله تعالى عنهم فعليه المعول ووجه إتصالها بما قبلها على ما قاله الجلال السيوطي أنه لما ذكر في سورة فاطر قوله سبحانه وجاءكم النذير وقوله تعالى وأقسموا بالله جهد أيمانكم لئن جاءهم نذير إلى قوله سبحانه فلما جاءهم نذير وأريد به محمد وقد أعرضوا عنه وكذبوه أفتتح هذه السورة بالإقسام على صحة رسالته عليه الصلاة والسلام وأنه على صراط مستقيم لينذر قوما ما أنذر آباؤهم وقال سبحانه في فاطر وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل وفي هذه السورة والشمس تجري لمستقر لها والقمر قدرناه منازل إلى غير ذلك ولا يخفى أن أمر المناسبة يتم على تفسير النذير بغيره أيضا فتأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٢ صـ ٢٠٨ ـ ٢١٠﴾