قال قتادة كان يعبد الله جل وعز في غار فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى فقال للمرسلين أتطلبون على ما جئتم به أجرا قالوا لا ما أجرنا إلا على الله فقال يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله إني آمنت بربكم فاسمعون يقول هذا للمرسلين وقال كعب ووهب قال هذا لقومه قال قتادة فرجمه قومه فقال اللهم اهد قومي أحسبه قال فإنهم لا يعلمون فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه فأدخله
الله جل وعز الجنة ولم ينظر الله قومه حتى أهلكهم قال كعب ووهب وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه فإذا هم خامدون ١٦ - وقوله جل وعز قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون آية ٢٩ قال مجاهد في قوله تعالى قيل ادخل الجنة قال قيل له وجبت لك الجنة ١٧ - وقوله جل وعز إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون آية ٢٩ وقرأ أبو جعفر إن كانت إلا صيحة واحدة
والمعنى على قراءته إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة
فإذا هم خامدون أي ساكنون بمنزلة الرماد الخامد ١٨ - وقوله جل وعز يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون آية ٣٠ وفي حرف أبي يا حسرة العباد أي هذا موضع حضور الحسرة قال أبو جعفر وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا ١٩ - وقوله جل وعز ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون آية ٣١
قال سيبويه هو بدل من كم أي ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم أنهم لا يرجعون قال محمد بن يزيد هذا لا يصح ولا يجوز ومعنى ألم يروا ألم يعلموا لأنهم إنما أخبروا بهذا وكم نصب ب أهلكنا والمعنى ألم يعلموا كم أهلكنا قبلهم من القرون أي بأنهم إليهم لا يرجعون أي بالاستئصال قال والدليل على هذا أنها في قراءة عبد الله بن مسعود من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وقرأ الحسن إنهم إليهم لا يرجعون ٢٠ - وقوله جل وعز وإن كل لما جميع لدينا محضرون آية ٣١