ودل على هذا الحذف قوله تعالى وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ٣٤ - ثم قال جل وعز وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله آية ٤٧ قال الحسن هم اليهود ٣٥ - ثم قال جل وعز قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه آية ٤٩ يقولون هذا على التهزؤ ٣٦ - وقوله جل وعز ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون
وفي حرف أبي وهم يختصمون والمعنى واحد ويقرأ يخصمون أي يخصم بعضهم بعضا ويجوز أن يكون معناه وهم يخصمون عند أنفسهم بالحجة من آمن بالساعة ٣٧ - ثم قال جل وعز فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون آية ٥ أي لا يمهلون حتى يوصوا ولا إلى أهلهم يرجعون أي يموتون مكانهم
ويجوز أن يكون المعنى ولا يرجعون إلى أهلهم قولا ٣٨ - وقوله جل وعز ونفخ في الصور آية ٥١ قال أبو عبيدة هو جمع صورة يذهب إلى أن المعنى ونفخ في الأجسام واحتج بقول الشاعر * لما أتى خبر الزبير تواضعت * سور المدينة والجبال الخشع * قال أبو جعفر الذي قاله أبو عبيدة لا يعرفه أهل التفسير ولا أهل اللغة والحديث على أنه الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل صلى الله عليه وأهل اللغة على أن جمع صورة صور
وسيبويه وغيره يذهب إلى أن سور المدينة ليس بجمع سورة ٣٩ - ثم قال جل وعز فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون آية ٥١ أي القبور يقال للقبر جدث وجدف إلى ربهم ينسلون قال أبو عبيدة أي يسرعون ٤٠ - وقوله جل وعز قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا آية ٥٢ وفي قراءة عبد الله من أهبنا من مرقدنا
قال أبي بن كعب ينامون نومة قبل البعث فيجدون لذلك راحة فيقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال الأعمش بلغني أنه يكف عنهم العذاب بين النفختين فإذا نفخ في الصور قالوا من بعثنا من مرقدنا قال مجاهد وقتادة هذا قول الكفار فقال لهم المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون


الصفحة التالية
Icon