قرأهَا يحيى بن وثّابٍ (يخْصِمُونَ) وقرأها عَاصِم (يَخِصَّمُون) ينصب اليَاء ويكسر الخاء. ويَجُوز نصب الخاء ؛ لأن التاء كانت تكون منصوبة فنقل إعْرابُها إلى الخاء. والكسر أكثر وأجود. وقرأهَا أهْل الحجاز ﴿يَخْصّمونَ﴾ يشدّدون ويجمعون بين ساكنين. وهى فى قراءة أُبَىّ بن كعب (يَخْتَصِمونَ) فهذه حجّة لمن يشدد. وأما معنى يَحْيى بن وثّابٍ فيكون عَلى مَعْنى يَفعَلونَ من الخُصومة كأنه قال: وهم يتكلّمون ويكون عَلى وجهٍ آخر: وهم يخصمونَ: وهم فى أنفسهم يخصِمُونَ من وعدهم الساعة. وهو وجه حسن أى تأخذهم السَّاعة لأن المعنى: وهم عند أنفسهم يَغلبون من قال لهم: أن الساعة آتية.
﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾
وقوله: ﴿فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً...﴾
يقول: لا يستطيعُ / ب بعضهم أن يوصى إلى بعضٍ. ﴿وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ أى لايَرْجعونَ إلى أهْلهم قولاً. ويقال: لا يرجعون: لا يستطيعُون الرجوع إلى أهليهم من الأسواق.
﴿ قَالُواْ ياوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾
وقوله: ﴿مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا...﴾
يقال: إن الكلام انقطع عند المَرْقد. ثم قالت المَلائكة لهم: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ فـ (هذا) و (ما) فى موضع رَفعٍ كأنك قلت: هذا وعد الرحمن. ويكون ﴿مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا﴾ فيكون (هذا) من نعت المرقد خفضاً و (مَا) فى موضع رَفعٍ. بَعثكم وَعْدُ الرحمن. وفى قراءة عَبْدالله بن مسعود ﴿مَنْ أَهَبَّنا من مرقدنا هَذا﴾ والبَعْث فى هَذَا الموضع كالاستيقاظ ؛ تقول: بعثت ناقتى فانبعثت إذا أَثارها.
﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴾
وقوله: ﴿فَاكِهُونَ...﴾


الصفحة التالية
Icon