والمراد بهذا القول العظيم قوله عز قوله لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين الآية ١٩ من سورة هود ونظيرها الآية ١١ من سورة السجدة في ج ٢ والآية ١٧ من سورة الأعراف المارة، وهذا القول قضى به "عَلى أَكْثَرِهِمْ" أما الأقل فهم في رحمة والأقل هو الأحسن من كل شيء قال تعالى (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) الآية ١٣ من سورة سباء وقوله تعالى (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) الآية ٤١ من سورة هود في ج ٢ وقوله (وَقَلِيلٌ ما هُمْ) الآية ٢٥ من سورة ص المارة
وهكذا القليلون هم الخيرون قولا وعملا من كل ملة والأكثرون هم المسيئون الداخلون في ذلك القول "فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ" ٧ بك بل يموتون على كفرهم إذ بت في أمرهم قبل وجودهم، والمراد بهم صناديد قريش المعارضون لحضرة الرسول وقد قتل أكثرهم في غزوة بدر، على الكفر تصديقا لقوله تعالى وليس المراد عموم قريش لأن أكثرهم آمنوا به صلى اللّه عليه وسلم، وسبب عدم إيمان أولئك "إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا"لئلا يلتفتوا إلى الحق ولا يعطفوا أعناقهم نحوه ولا يميلوا اليه "فَهِيَ" ملزقة برقابهم واصلة "إِلَى الْأَذْقانِ" متصلة برؤوسهم "فَهُمْ مُقْمَحُونَ" ٨ رافعون رؤوسهم بسببها لا يقدرون على إرخائها إلى الأسفل لينظروا أمامهم، وذلك لأن الغل عبارة عن طوق حديد يجمع به اليدان إلى العنق ويكون في ملنقى طرفيه حلقة فيها رأس العمود خارجا من الحلقة إلى الذقن وهو محدّد فلا يتركه يطاطىء رأسه خوفا من نخسه، فيضطر لإبقاء رأسه مرفوعا بالطبع، فصار كأنه متصل برأسه.
قال السيد علاء الدين


الصفحة التالية
Icon