وزر أيضاً بهمزتين مفتوحتين بينهما مدة كأنه استثقل اجتماعهما ففصل بينهما بألف.
وقرأ أيضاً أبو جعفر.
والحسن وكذا قرأ قتادة.
والأعمش وغيرهما ﴿ أَيْنَ ﴾ بهمزة مفتوحة وياء ساكنة وفتح النون ﴿ ذُكّرْتُم ﴾ بتخفيف الكاف على أن أين ظرف أداة شرط وجوابها محذوف لدلالة طائركم عليه على ما قيل أي أين ذكرتم صحبكم طائركم والمراد شؤمكم معكم حيث جرى ذكركم وفيه من المبالغة بشؤمهم ما لا يخفى.
وفي "البحر" من جوز تقديم الجزاء على الشرط وهم الكوفيون وأبو زيد.
والمبرد يجوز أن يكو الجواب طائركم معكم وكان أصله أين ذكرتم فطائركم معكم فلما قدم حذف الفاء ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ أي عادتكم الإسراف ومجاوزة الحد في العصيان مستمرون عليه فمن ثم أتاكم الشؤم لا من قبل رسل الله تعالى وتذكيرهم فهو إضراب عما يقتضيه قوله تعالى :﴿ أَءن ذُكّرْتُم ﴾ من إنكار أن يكون ما هو سبب السعادات أجمع سبب الشؤم لأنه تنبيه وتعريك إلى البت عليهم بلزام الشؤم وإثبات الإسراف الذي هو أبلغ وهو جالب الشؤم كله أو بل ﴿ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ في ضلالكم متمادون في غيكم حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من الهداة لدين الله تعالى فهو إضراب عن مجموع الكلام أجابوهم بأنهم جعلوا أسباباً للسعادة مدمجين فيه التنبيه على سوء صنيعهم في الحرمان عنها ثم أضربوا عنه إلى ما فعل القوم من التعكيس لما يقتضيه النظر الصحيح فتأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٢ صـ ﴾