ومعاذ بن الحرق القارىء ﴿ صَيْحَةٍ ﴾ بالرفع على أن كان تامة أي ما حدثت ووقعت إلا صيحة وينبغي أن لا تلحق الفعل تاء التأنيث في مثل هذا التركيب فلا يقال ما قامت إلا هند بل ما قام إلا هند لأن الكلام على معنى ما قام أحد إلا هند والفاعل فيه مذكر، ولم يجوز كثير من النحويين ألا لحاق إلا في الشعر كقول ذي الرمة :
طوى التحز والإجراز ما في غروضها...
وما بقيت ألا الضلوع الجراشع
وقول الآخر
: ما برئت من ريبة وذم...
في حربنا إلا بنات العم
ومن هنا أنكر الكثير كما قال أبو حاتم هذه القراءة، ومنهم من أجاز ذلك في الكلام على قلة كما في قراءة الحسن.
ومالك بن دينار.
وأبي رجاء.
والجحدري.
وقتادة.
وأبي حيوة.
وابن أبي عبلة.
وأبي بحرية ﴿ لاَّ ترى إِلاَّ مساكنهم ﴾ [ الأحقاف : ٢٥ ] بالتاء الفوقية، ووجهه مراعاة الفاعل المذكور، وكأني بك تميل إلى هذا القول، وقرأ ابن مسعود ﴿ إِلا ﴾ من زقي الطائر يزقو ويزقي زقا وزقاء إذا صاح، ومنه المثل أثقل من الزواقي وهي الديكة لأنهم كانوا يسمرون إلى أن تزقوا فإذا صاحت تفرقوا.