ولما كانت هذه النفخة المميتة، سبب عنها قوله :﴿فلا يستطيعون توصية﴾ أي أن يوجدوا الوصية في شيء من الأشياء، والاستفعال والتفعيل يدلان على أن الموت ليس حين سماع أول الصوت بل عقبه من غير مهلة لتمام أمر ما.
ولما كان ذلك ليس نصّاً في نفي المشي قال :﴿ولا إلى أهلهم﴾ أي فضلاً عن غيرهم ﴿يرجعون﴾ بل يموت كل واحد في مكانه حيث تفجأه الصيحة، وربنا أفهم التعبير ب " إلى " أنهم يريدون الرجوع فيخطون خطوة أو نحوها، وفي الحديث " ليقومن من الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يبيعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد رفع الرجل أكلته إلى فيه فلا يطعمها ". أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٢٦٥ ـ ٢٦٨﴾