والمقصود أنه تعالى لا يمتنع عليه إعادة المزاج الذي به تعلق الروح بعد انعدامه بالكلية ؛ لأن الذي يبدل مزاج الشجر الرطب بمزاج النار، وهي حارة يابسة بالفعل، مع ما في الشجر من المائية المضادّة لها، أقدر على إعادة الغضاضة إلى ما كان غضّاً، تطرأ عليه اليبوسة والبلى.
﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ أي : مع كبر جرمهما :﴿ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم ﴾ أي : في الصغر والضعف ثانياً، بعد ما خلقهم أولاً :﴿ بَلَى ﴾ أي : هو القادر :﴿ وَهُوَ الْخَلَّاقُ ﴾ أي : الكثير الخلق مرة بعد أخرى :﴿ الْعَلِيمُ ﴾ أي : الواسع المعلومات.
﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ ﴾ أي : شأنه الأعلى، أو قوله النافذ :﴿ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً ﴾ أي : إذا تعلقت إرادته بإيجاد شيء :﴿ أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ أي : فيوجد عن أمره.
﴿ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ تنزيه له مما وصفهُ به المشركون، وتعجب من أن يقولوا فيه ما قالوا. وهو مالك كل شيء، والمتصرف فيه بلا وازع، ولا منازع ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ أي : بعد الموت، فيجازيكم بأعمالكم.
فائدة :