فصل فى التفسير الإشارى فى الآيات السابقة


قال العلامة نظام الدين النيسابورى :
التأويل :﴿ اتقوا ما بين أيديكم ﴾ من الدنيا وشهواتها ﴿ وما خلفكم ﴾ من نعيم الجنة ولذاتها ﴿ لعلكم ترحمون ﴾ بمشاهدة الجمال وأنوار الكمال ﴿ ونفخ في الصور ﴾ إشارة إلى نفخ إسرافيل المحبة في صور القلب، فإذا السر والروح والخفى من أجداث أوصاف البشرية ﴿ إلى ربهم ينسلون ﴾ يرجعون بعضها بالسير وبعضها بالطيران ﴿ إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ﴾ شغلهم الله بالمفاكهة عن المشاهدة كما قال بعض الصوفية : والناس يخرجون من مسجد الجامع هؤلاء حشو الجنة. وللمجالسة اقوام آخرون وهم الفارغون من الالتفات إلى الكونين. قال الله تعالى ﴿ فإذا فرغت ﴾ [ الشرح : ٧ ] أي من تعلقات الكونين ﴿ فانصب ﴾ [ الشرح : ٧ ] لطلب الوصال. ويحكى أن الآية قرئت في مجلس الشبلي رضي الله عنه فشهق شهقة وغاب، فلما أفاق قال : مساكين لو علموا أنهم عم شغلوا لهلكوا.


الصفحة التالية
Icon