وقال الآلوسى :
ومن باب الإشارة : قيل إن قوله سبحانه :﴿ يس ﴾ [ يس : ١ ] إشارة إلى سيادته عليه الصلاة والسلام على جميع المخلوقات فالسيد المتولي للسواد أي الجماعة الكثيرة وهي ههنا جميع الخلق فكأنه قيل : يا سيد الخلق وتوليته عليه الصلاة والسلام عليهم لأنه الواسطة العظمى في الإفاضة والإمداد ؛ وفي الخبر الله تعالى المعطي وأنا القاسم فمنزلته ﷺ من العالم بأسره بمنزلة القلب من البدن فما ألطف افتتاح قلب القرآن بقلب الأكوان وفي السين بيناتها وزبرها أسرار لا تحصى وكذا في مجموع
﴿ يس والقرءان ﴾ [ يس : ١، ٢ ] قد يكون إشارة إليه ﷺ فقد ذكر الصوفية أنه يشار به إلى الإنسان الكامل وكذا الكتاب المبين وعلى ذلك جاء قول الشيخ الأكبر قدس سره
: إنا القرآن والسبع المثاني...
وروح الروح لا روح الأواني
ولا أحد أكمل من النبي عليه الصلاة والسلام، وطبق بعضهم قصة أهل إنطاكية على ما في الأنفس بجعل القرية إشارة إلى القلب وأصحابها إشارة إلى النفس وصفاتها والإثنين إشارة إلى الخاطر الرحماني والإلهام الرباني والثالث المعزز به إشارة إلى الجذبة والرجل الجائي من أقصى المدينة إشارة إلى الروح، وطبق كثيراً من آيات هذه السورة على هذا الطرز، وقيل : في قوله سبحانه :﴿ طائركم مَّعَكُمْ ﴾ [ يس : ١٩ ] إنه إشارة إلى استعدادهم السيء الذي طار بهم عنقاء مغربة
: إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم...