وأما وظيفة اللسان التي هي القول، فكما في قوله تعالى :﴿يا أَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً﴾ [ الأحزاب : ٧٠ ] وفي قوله تعالى :﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً﴾ [ فصلت : ٣٣ ] وقوله تعالى :﴿بالقول الثابت﴾ [ إبراهيم : ٢٧ ] ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التقوى﴾ [ الفتح : ٢٦ ] ﴿وَإِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب﴾ [ فاطر : ١٠ ] إلى غير هذه مما في غير هذه السورة ووظيفة الأركان وهو العمل، كما في قوله تعالى :﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ [ البقرة : ١١٠ ] وقوله تعالى :﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنا...
وَلاَ تَقْتُلُواْ النفس﴾
[ الإسراء : ٣٢، ٣٣ ] وقوله :﴿واعملوا صالحا﴾ [ المؤمنون : ٥١ ] وأيضاً مما في غير هذه السورة، فلما لم يكن فيها إلا أعمال القلب لا غير سماها قلباً، ولهذا ورد في الأخبار أن النبي ﷺ ندب إلى تلقين يس لمن دنا منه الموت، وقراءتها عند رأسه، لأن في ذلك الوقت يكون اللسان ضعيف القوة، والأعضاء الظاهرة ساقطة البنية، لكن القلب يكون قد أقبل على الله ورجع عن كل ما سواه، فيقرأ عند رأسه ما يزاد به قوة قلبه، ويشتد تصديقه بالأصول الثلاثة وهي شفاء له وأشرار كلام الله تعالى وكلام رسول الله ﷺ لا يعلمها إلا الله ورسوله، وما ذكرناه ظن لانقطع به، ونرجو الله أن يرحمنا وهو أرحم الراحمين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٦ صـ ٩٧ ـ ٩٩﴾


الصفحة التالية
Icon