الجواب : إضافة الهدى إلى الله تشريف، والقصر إضافي. وفيه تعريض بأن ما هم عليه يومئذ شيء حرفوه ووضعوه، فيكون القصر إما حقيقياً ادعائياً بأن يراد هو الهدى الكامل في الهداية فهدى غيره من الكتب السماوية بالنسبة إلى هدى القرآن كلاَ هدى لأن هدى القرآن أعم وأكمل فلا ينافي إثبات الهداية لكتابهم كما في قوله تعالى :﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور﴾ [المائدة : ٤٤] وقوله :﴿وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة﴾ [المائدة : ٤٦] وإما قصراً إضافياً أي هو الهدى دون ما أنتم عليه من ملة مبدلة مشوبة بضلالات وبذلك أيضاً لا ينتفي الهدى عن كثير من التعاليم والنصايح الصالحة الصادرة عن الحكماء وأهل العقول الراجحة والتجربة لكنه هدى ناقص. أهـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ٣٩٩﴾
سؤال : لم عبر القرآن عن طريقتهم بالملة مرة وبالأهواء أخرى ؟
والجواب : عبر عن طريقتهم هنالك بالملة نظراً لاعتقادهم وشهرة ذلك عند العرب، وعبر عنها هنا بالأهواء بعد أن مهد له بقوله :﴿إن هدى الله هو الهدى﴾ فإن الهوى رأي ناشىء عن شهوة لا عن دليل، ولهذا لم يؤت بالضمير الراجع للملة وعبر عنها بالاسم الظاهر فشملت أهواؤهم التكذيبَ بالنبيء وبالقرآن واعتقادَهم أن ملتهم لا ينقضها شرع آخر. أهـ ﴿التحرير والتنوير حـ١ صـ ٣٩٩﴾
سؤال : فإن قيل لم عطف النصير على الولى ؟
فالجواب : عطف النصير على الولي احتراس لأن نفي الولي لا يقتضي نفي كل نصير إذ لا يكون لأحد ولي لكونه دخيلاً في قبيلة ويكون أنصاره من جيرته. وكان القصد من نفي الولاية التعريض بهم في اعتقادهم أنهم أبناء الله وأحباؤه فنفى ذلك عنهم حيث لم يتبعوا دعوة الإسلام ثم نفى الأعم منه وهذه نكتة عدم الاقتصار على نفي الأعم. أهـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ٣٩٩﴾


الصفحة التالية
Icon