فائدة فى قوله تعالى ﴿واتخذوا﴾
والقراءتان تقتضيان أن اتخاذ مقام إبراهيم مصلَّى كان من عهد إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولم يكن الحَجَر الذي اعتلى عليه إبراهيم في البناء مخصوصاً بصلاة عنده ولكنه مشمول للصلاة في المسجد الحرام ولما جاء الإسلام بقي الأمر على ذلك إلى أن كان عام حجة الوداع أو عام الفتح دخل رسول الله ـ ﷺ ـ المسجدَ الحرام ومعه عمر بن الخطاب ثم سنت الصلاة عند المقام في طواف القدوم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ١ صـ ٤٠٨﴾
سؤال : ما المراد بقوله ﴿مصلى﴾ ؟
الجواب : ذكروا في المراد بقوله :﴿مُصَلًّى﴾ وجوهاً. أحدها : المصلى المدعى فجعله من الصلاة التي هي الدعاء، قال الله تعالى :﴿يا أيها الذين ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب : ٥٦] وهو قول مجاهد، وإنما ذهب إلى هذا التأويل ليتم له قوله : إن كل الحرم مقام إبراهيم. وثانيها : قال الحسن : أراد به قبلة. وثالثها : قال قتادة والسدي : أمروا أن يصلوا عنده. قال أهل التحقيق : هذا القول أولى لأن لفظ الصلاة إذا أطلق يعقل منه الصلاة المفعولة بركوع وسجود ألا ترى أن مصلى المصر وهو الموضع الذي يصلى فيه صلاة العيد وقال ـ عليه السلام ـ لأسامة بن زيد المصلى أمامك يعني به موضع الصلاة المفعولة، وقد دل عليه أيضاً فعل النبي ـ ﷺ ـ للصلاة عنده بعد تلاوة الآية ولأن حملها على الصلاة المعهودة أولى لأنها جامعة لسائر المعاني التي فسروا الآية بها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٤ صـ ٤٥﴾
ومن لطائف الإمام القشيرى فى قوله جلّ ذكره :﴿وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى﴾.
عَبْدٌ رفع لله سبحانه قَدمًا فإلى القيامة جعل أثر قَدَمِه قِبْلَةً لجميع المسلمين إكرامًا لا مدى له. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ١ صـ ١٢٣﴾