وأخرج الأزرقي عن طلق بن حبيب قال : كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص في الحجر، إذ قلص الظل وقامت المجالس، إذا نحن ببريق ايم طلع من هذا الباب - يعني من باب بني شيبة، والأيم الحية الذكر - فاشرأبت له أعين الناس، فطاف بالبيت سبعاً وصلى ركعتين وراء المقام، فقمنا إليه فقلنا : أيها المعتمر قد قضى الله نسكك، وأن بأرضنا عبيداً وسفهاء وإنما نخشى عليك منهم، فكوّم برأسه كومة بطحاء فوضع ذنبه عليها فسما بالسماء حتى ما نراه.
وأخرج الأزرقي عن أبي الطفيل قال : كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى، وكان لها ابن ولم يكن لها ولد غيره، فكانت تحبه حباً شديداً، وكان شريفاً في قومه فتزوّج وأتى زوجته، فلما كان يوم سابعه قال لأمه : يا أماه إني أحب أن أطوف بالكعبة سبعاً نهاراً. قالت له أمه : أي بني إني أخاف عليك سفهاء قريش فقال : أرجو السلامة. فأذنت له فولى في صورة جان، فمضى نحو الطواف، فطاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين ثم أقبل منقلباً، فعرض له شاب من بني سهم فقتله، فثارت بمكة غبرة حتى لم يبصر لها الجبال.
قال أبو الطفيل : بلغنا أنه إنما تثور تلك الغبرة عند موت عظيم من الجن. قال : فأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتل الجن، فكان فيهم سبعون شيخاً أصلع سوى الشاب.
وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال : ما أعلم بلداً يصلي فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه ﷺ إلا بمكة. قال الله ﴿ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ قال : ويقال : يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر. عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني، وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث.
وأما قوله تعالى ﴿ وعهدنا إلى إبراهيم ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير عن عطاء وعهدنا إلى إبراهيم قال : أمرناه.


الصفحة التالية
Icon